لعب إنتاج القهوة دوراً مهماً في تاريخ نيكاراغوا وتنميتها الاقتصادية. تمت زراعة القهوة لأول مرة في البلاد على نطاق واسع في عام 1850؛ وبعد 20 عاماً فقط، أمتلكت نيكاراغوا أكبر قيمة صادرات لحبوب البن. واستمرت في حمل هذا التاج لمدة الـ 100عام التالية.
رغم تأثر البلاد بجائحة كوفيد-19, ظلت القهوة من الصادرات الرئيسية لنيكاراغوا، وعُدّت قوة اقتصادية كبيرة خلال فترة عدم الاستقرار السياسي في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
- واقع القهوة النيكاراغوية:
على الرغم من أن موقعها الدقيق يتقلب، إلا أن القهوة تصنف باستمرار ضمن المنتجات الأكثر تصديراً في نيكاراغوا كل عام. يوظف القطاع أكثر من 330 ألف شخص. وهذا يمثل حوالي 5% من سكان البلاد، و15% من سوق العمل، وأكثر من نصف القوى العاملة الزراعية.
ورغم البنية التحتية الضعيفة التي جعلت الحياة أصعب على المنتجين، يُقدّر الخبراء في المنطقة أنّ متوسط مساحة مزرعة البن في نيكاراغوا حوالي 5 هكتارات. وتستمر الشركات المختصة بالنمو وتقديم مساعدات أكبر لمنتجي القهوة في البلاد.
تاريخياً، واجهت نيكاراغوا أيضاً عدداً من التحديات السياسية والاقتصادية بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والاجتماعية. ولسوء الحظ، فقد انعكست آثار تلك الاضطرابات في جميع أنحاء قطاع القهوة في البلاد.
- نكهة القهوة النيكاراغوية:
ترتبط القهوة النيكاراغوية بحموضة الستريك المشرقة و القوام الناعم ونكهات الأزهار أو الحمضيات أو الشوكولاتة. ومع ذلك، في جميع أنحاء البلاد، تختلف ملامح النكهة الشائعة اعتماداً على المنطقة ومناخها المحلي الخاص.
على سبيل المثال، القهوة المزروعة في جينوتيغا غالباً ما تحتوي على حموضة خفيفة ونكهات زهرية ونكهات الفاكهة الصفراء، بينما في نويفا سيغوفيا، يمكن أن تكون إيحاءات القهوة مختلفة تماماً.
تشبه الأصناف الشائعة في نيكاراغوا تلك الموجودة في بلدان أمريكا الوسطى الأخرى. وتشمل هذه ماروجوجيبي، وباكامارا، وبوربون، وكاتواي، وجيشا، وباكاس. يمكن أن تزدهر معظم هذه الأصناف في مجموعة متنوعة من المناخات المحلية في البلاد، مما يؤدي إلى الكثير من الخيارات للمشترين.
- مستقبل القهوة في نيكاراغوا:
حسّنت نيكاراغوا سمعتها من حيث الجودة في السنوات الأخيرة. منذ وصول كأس التميز إلى البلاد في عام 2002، حيثُ أصبحت الجودة محط اهتمام أكبر للمشترين الدوليين. وفي وقت لاحق، أبدى الكثيرون اهتماماً أكبر بنيكاراجوا باعتبارها مُصدّراً للقهوة.
- مناطق الإنتاج والتجارة في نيكاراغوا:
على الرغم من كونها المنتج رقم 12 في العالم، يتم إنتاج القهوة النيكاراغوية بشكل رئيسي في جزء شمالي صغير من البلاد، يتكون من خمس مناطق فقط: إستيلي، وخينوتيغا، ومادريز، وماتاغالبا، ونويفا سيغوفيا. وكما ذكرنا سابقاً، لكلٍ منها مذاق فريد من نوعه، وذلك لأن المناخ المحلي الفريد لكل منطقة يؤثر على الإنتاج بطريقة مختلفة تماماً.
- الاستدامة والجودة:
كما هو الحال مع معظم البلدان المنتجة الأخرى، أصبحت الاستدامة الاجتماعية والبيئية من أولويات قطاع البن في نيكاراغوا في السنوات الأخيرة. على هذا النحو، أعلنت الجهات الفاعلة في سلسلة التوريد عن عدد من المبادرات التي تدعم المنتجين ليكونوا أكثر استدامة من الناحية المالية ويحموا البيئة المحلية.
تعتبر القهوة النيكاراغوية أكثر من مجرد مشروب، فهي جزء لا يتجزأ من ثقافة وتاريخ البلاد. من خلال زراعة حبوب البن في ظروف مثالية ومعالجتها بحرفية، يتم إنتاج قهوة فريدة من نوعها تساهم في اقتصاد البلاد وتوفر متعة لا تضاهى لعشاق القهوة.