تمتد جذور زراعة القهوة في الكونغو لقرون، حيث تتميز أراضيها بخصوبة تربتها ومناخها المعتدل المثالي لنمو حبوب البن عالية الجودة. ومع ذلك، ورغم هذا الإرث الغني، تواجه صناعة القهوة في الكونغو العديد من التحديات التي تحجب بريقها. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ هذه الصناعة، أنواع القهوة المنتجة، والتحديات التي تواجهها، وآفاق مستقبلها.
- أصول زراعة البن في الكونغو:
في عام 2013, امتلكت جمهوية الكونغو الديموقراطية أكثر من 11000 مزرعة بن. يُعتبر انتاج وتصدير القهوة أحد أهم مصادر دخل البلاد، ويوجد اليوم العديد من الجمعيات والشركاء القيمين الذين يحاولون دعم مُزارعي القهوة وحماية الإنتاج.
بحلول عام 1989، بلغت صادرات البن 121,235 طناً مترياً (119,320 طناً طويلاً). قد انخفض هذا الرقم بين عامي 1994 و 2003، بسبب الحروب الأهلية والأمراض التي طالت نبات البن. بعد انتهاء الحرب الأهلية بدأ نتاج القهوة بالازدياد تدريجياً، ولكنه بقي أقل من 10% مما كان عليه قبل 20 عام.
في عام 2012، أطلقت الحكومة برنامجاً لتعافي قطاع القهوة بعنوان "وثيقة استراتيجية لتعافي قطاع القهوة"، وخصصت 100 مليون دولار أمريكي في الميزانية لهذا الغرض. شمل هذا المخطط ثماني مناطق في مقاطعة جنوب كيفو، ومجموعة روبوستا للبن في مقاطعة أورينتال، وحوالي 700 هكتار (1700 فدان) من القهوة العربية في مقاطعة باندوندو.
لايزال للاضطرابات السياسية والاجتماعية في الكونغو آثار سلبية على زراعة البن، ولا يزال مستقبل زراعة البن في المنطقة وكذلك توافر الصادرات عالية الجودة غير مؤكد.
- أنواع ونكهات حبوب البن في الكونغو:
يُزرع في حقول الكونغو نوعي حبوب البن الأساسيين: روبوستا وآرابيكا ذات الجودة العالية والنكهة الغنية. بشكل عام، تُعرف قهوة الكونغو بمذاق متنوع يجمع بين الفراولة والتفاح الأحمر والعسل مع رائحة حلوة والشوكولاتة. كما أنها غنية بحمض الستريك بخصائصه المضادة للأكسدة.
واحدة من حبوب البن الشهيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، هي قهوة مابيندو العضوية من منطقة جنوب كيفو، التي تتميز بنكهة الفراولة والتفاح الأحمر والعسل، كما تتمتع بحموضة بارزة ورائحة مبهجة وتعقيد غني.
- مناطق الزراعة المتنامية في البلاد:
تُزرع القهوة في الكونغو بشكل أساسي في منطقة كيفو. توجد داخل هذه المنطقة ثلاث مقاطعات: مانييما، وكيفو الجنوبية، وكيفو الشمالية. هناك حوالي 11000 مزارع قهوة في البلاد ينتجون نوعين رئيسيين من القهوة.
إن القهوة الكونغولية هي أكثر من مجرد مشروب، فهي تمثل مورداً اقتصادياً هاماً للبلاد، وتراثاً ثقافياً عريقاً. ومع تزايد الاهتمام بالقهوة المتخصصة في العالم، فإن أمام صناعة القهوة في الكونغو فرصة كبيرة للنمو والازدهار، شريطة توفير الدعم اللازم للمزارعين وتحسين البنية التحتية.