الشاي الأخضر: أسراره وفوائده الصحية

20 يناير 2025
Saleh Al-Halabi
الشاي الأخضر: أسراره وفوائده الصحية


تعود أصول الشاي الأخضر إلى الصين، إلى عام 2737 قبل الميلاد. اكتشفه بالصدفة الإمبراطور الصيني شينونج عندما شرب بالخطأ ماءً به ورقة شاي مغلية، ووجد نكهته منعشة. كان الشاي الأخضر مكلفاً ومتاحاً فقط لأعلى طبقات المجتمع الصيني. واستمر الأمر كذلك حتى القرن الرابع عشر عندما أصبح الشاي الأخضر في متناول عامة الناس للتمتع به وكما استُخدِمَ لأغراض طبية.


سافرت أوراق الشاي الأخضر غرباً في القرن التاسع عشر مع المستكشفين الأوروبيين. نظراً لنكهته الرائعة، فقد كان سلعة ضخمة وأصبح المشروب الوطني لبريطانيا العظمى، إلى جانب الشاي الأسود. وبعد فترة وجيزة، سافر المستوطنون الإنجليز إلى الخارج وقدّموا المذاق الرائع للشاي الأخضر إلى أمريكا. وسرعان ما أصبح المستعمرون مهووسين بالشاي، الذي أصبح شائعاً جداً لدرجة أن البرلمان فرض ضريبة على شرب الشاي في عام 1767.


  • تجهيز الشاي الأخضر:

يأتي الشاي من نبات كاميليا سينينسيس، سواء أكان أسوداً أو أخضراً أو أبيضاً. تُحدد كمية الأكسدة المسموح بها أثناء دورة التجفيف لون أوراق الشاي. يعتبر الشاي الأخضر من بين الأوراق ذات فترة التجفيف القصيرة، حيثُ يضمن وقت التجفيف الأقصر احتفاظ الأوراق بلونها الأخضر. عندما تتبخر الرطوبة، تنقل الأوراق إلى عملية التسخين والتجعيد. يمكن أن تختلف طرق التسخين حسب التقنيات والمنطقة. على سبيل المثال، يتبع الشاي الأخضر الصيني أسلوب التسخين في المقلاة، مما يترك لونه شاحباً للأوراق، بينما تعتمد الطريقة اليابانية على تبخير الشاي بعمق، مما يمنحه لوناً أخضراً أكثر إشراقاً. الخطوة الأخيرة هي لف أوراق الشاي أو تجعيدها لعصر أي ماء متبقي. يساعد هذا الجزء من العملية أيضاً في تحديد أنواع الشاي المختلفة.


  • فوائد الشاي الأخضر:
  1. الوقاية من السرطانات:

لوحظ أنّه في البلدان التي تستهلك كميات كبيرة من الشاي الأخضر، تميلُ معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطانات إلى الانخفاض. ومع ذلك، لم تظهر الدراسات البشرية أدلة ثابتة على أن شرب الشاي الأخضر يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام.


  1. فقدان الوزن:

أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الشاي الأخضر باحتواءه على مواد مثل الكاتشين إيبيغالوكاتشين جالاتي (EGCG)، الكاتيكين والكافيين قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة على تقليل وزن الجسم.


  1. حالات الجلد الالتهابية:

أشار بعض الباحثون إلى أن الشاي الأخضر له خصائص مضادة للالتهابات عند تطبيق محاليلها موضعياً. لذلك نرى اليوم في السوق العديد من المنتجات التجميلية التي تحوي خلاصة الشاي الأخضر في تركيبها.


  1. صحة القلب:

أن مضادات الاكسدة في الشاي الأخضر لها خصائص مضادة للالتهابات تستهدف الجذور الحرة وتحمي صحة القلب. كما أن تناول الشاي الأخضر يمكن أن يُخفض من الكوليسترول الكلي والكوليسترول منخفض الكثافة عند الأشخاص ذوي الوزن المعتدل أو الوزن الزائد. كما أنه يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.


  1. مرض السكري من النمط 2:

تشير بعض الدراسات إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 لدى الأشخاص الذين يشربون الشاي الأخضر مقارنة بأولئك الذين لا يستهلكون الشاي.


  1. تقوية الذاكرة:

هناك ارتباط واضح بين الاستهلاك المنتظم الشاي الأخضر وتحسن الوظيفة الإدراكية، وخاصة الوظيفة التنفيذية والذاكرة. يعود ذلك إلى غناه بمضادات الأكسدة وبعض الأحماض الأمينية المرتبطة بالوظيفة المعرفية. ويشاهد هذا التأثير بشكل أفضل لدى البالغين الأصغر سناً.


  • العناصر الغذائية الموجودة في الشاي الأخضر:

يحتوي الشاي الأخضر على أقل من 3 سعرات حرارية لكل كوب. كما يحتوي على كمية صغيرة نسبياً من الكافيين، حوالي 29 ملليجرام لكل كوب، مقارنة بالشاي الأسود، الذي يحتوي على حوالي 47 مجم لكل كوب، والقهوة التي تحتوي على حوالي 95 مجم لكل كوب. ولابدّ أن نشير إلى امتلاكه نسبة عالية جداً من مضادات الأكسدة مقارنة بأي شاي آخر، وحوالي 30% من وزنه عبارة عن مادة البوليفينول، 80% منها من نوع EGCG.



مع كل الاكتشافات الجديدة حول فوائد الشاي الأخضر، يمكننا أن نتوقع أن يزداد الطلب عليه في المستقبل. فربما نشهد ظهور أنواع جديدة من الشاي الأخضر، أو طرقاً مبتكرة لتحضيره واستخدامه. يُقدم متجر بلو ماونتن أنواع عديدة من منتجات الشاي الأخضر بجودة ممتازة وأسعار مُنافسة في السوق.