ما هو الفرق؟ مقارنة بين القهوة السعودية والقهوة العربية

20 يناير 2025
Saleh Al-Halabi
ما هو الفرق؟ مقارنة بين القهوة السعودية والقهوة العربية


تعتبر القهوة العربية من المشروبات الأكثر شعبية في شبه الجزيرة العربية، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة والتراث المحلي. وفي ظل الاهتمام المتزايد بتفاصيل هذه الثقافة العريقة, هناك سؤالٌ يطرح نفسه دائماً, ما الفرق بين القهوة العربية والقهوة السعودية؟ ولماذا اقتضى الأمر تسميتها بالقهوة السعودية؟

في هذا المقال، سنتعرف على أصول القهوة العربية، ونتناول الاختلافات بينها وبين القهوة السعودية.


  • نشأة القهوة العربية:

أوّل ما اكتشفت حبوب البن في الحبشة. وقد جاء بها إلى اليمن, موطنها الأول في الجزيرة العربية, رجل متدين يُعرف باسم جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الذبحاني, وذلك في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي. ثُمّ بدأ المزارعون في اليمن بزراعة البن وتقديمها للأعل والأصدقاء والضيوف لتعديل المزاج والتعافي من الوهن والتعب.


اصبح شرب القهوة عادة اجتماعية متعارف عليها بين مختلف طبقات المجتمع. وانتقلت حبوب البن إلى مكة المكرمة, الحجاز, مصر, ونجد حتى وصلت تركيا ومنها اأخذت طريقها إلى مدينة البندقية في عام 1645 للميلاد وإلى انكلترا عام 1650 للميلاد, وبعدها إلى باقي أنحاء إيطاليا.



  • اعتماد تسمية القهوة السعودية:

في عام 2022 أعلنت وزارة التجارة السعودية أنه سيتم تغيير اسم القهوة العربية رسمياً إلى قهوة سعودية في المطاعم والمقاهي والمتاجر والمحامص. والهدف من ذلك هو التأكيد على مدى ارتباط القهوة بثقافة وتاريخ المملكة باعتبارها جزء من هوية البلاد. فتعتبر القهوة تمثيلاً للعادات السعودية وكرم الضيافة. بالإضافة إلى التركيز على أهمية البن الخولاني السعودي، حيث يُعتبر هذا البن المحلي منتجاً فريداً للقهوة السعودية.


ويرى خبراء القهوة بأن الفرق بين القهوة السعودية والقهوة العربية بطريقة التحميص والتحضير بشكل أساسي, حيثُ تميل لأن يكون تحميصها بدرجة أخف قليلاً مما يعني أنها تحوي كمية أكبر من الكافيين. كما أنها تتميز بلون رمادي باهت. تتميز القهوة السعودية أنها تُحضر بلون فاتح في المنطقة الشرقية وذلك بإضافة نوعين فقط من البهارات وهما الهيل والزعفران، أما في المنطقة الغربية، فتزيد درجة تحميص القهوة قليلاً لتكون أقرب للون الداكن، مع إضافة الزنجبيل ونسبة قليلة من الزعفران.


  • صناعة القهوة في السعودية:

يتمتع فن صنع القهوة في المملكة العربية السعودية بأهمية ثقافية كبيرة، حيثُ تم منحها مكانة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في عام 2015. وتتضمن العملية تحميص حبوب البن في مقلاة ضحلة على نار مفتوحة، ثم طحنها بمدقة نحاسية.


تستهلك البلاد أكثر من 80 ألف طن من القهوة سنوياً، مما يجعلها من بين أفضل 10 دول في العالم من حيث نصيب الفرد من الاستهلاك. ويستورد السوق ما بين 70 إلى 90 ألف طن من القهوة سنوياً، وينفق السعوديون أكثر من مليار ريال على القهوة سنوياً. وبحلول نهاية عام 2021، كان لدى المملكة 400 ألف شجرة بن في 600 مزرعة، مع خطط لزراعة 1.2 مليون بحلول عام 2025.



  • نكهة القهوة السعودية:

تمتاز القهوة السعودية بنكهة قوية وجذابة تحمل في طياتها إيحاءات عميقة بالتراث والثقافة العربية الأصلية. فمذاقها الغني والمرارة المميزة المتوازنة مع الحلاوة الطبيعية تنقلنا في رحلة عبر الزمن إلى مجالس الأجداد وطقوس الضيافة العربية. ومع كل رشفة نستشعر عبق التوابل الشرقية كالهيل والقرنفل والزعفران التي تضفي على القهوة نكهة فريدة وعطرية تعكس تمازج الثقافات والتجارب التي عاشتها شبه الجزيرة العربية.



في النهاية، يمكن القول إن القهوة العربية والسعودية تشتركان في أصول مشتركة، ولكن هناك بعض الاختلافات الدقيقة في طريقة التحضير والمكونات. الأهم من ذلك، أن كلا النوعين هما جزء لا يتجزأ من الثقافة والتراث العربي، ويرمزان إلى الكرم والضيافة.