فن تقديم القهوة العربية:

29 June 2024
Abdullah
فن تقديم القهوة العربية:

القهوة العربية رمز الكرم وحكاية الضيافة العربية الأصيلة، منذ مئات السنين، ارتبطت القهوة العربية بثقافة عريقة وعادات راسخة، تجسدت في فن تحضيرها وتقديمها بطريقة مميزة تعكس كرم الضيافة العربية الأصيلة.


في هذه المقالة، سنغوص في عالم القهوة العربية، ونستكشف فنون تحضيرها وأصول تقديمها، ونُسلط الضوء على أهم العادات والتقاليد المرتبطة بها.


  • تاريخ تقديم القهوة العربية:

إكرام الضيف من العادات المتأصلة في الثقافة العربية, ولا تكتمل هذه العادة إلا بتفديم القهوة ولو أُقيمت مأدبة على شرفه. يُعتقد بأنّ اليمنين هم أول من اكتشف فوائد البن وقاموا بتحضير القهوة منه ونقلها إلى مختلف الدول المجاورة حتى وصلت لآوروبا. وأصبح لشرب القهوة في العالم العربي مجالس خاصة يحضرها الشعراء والمثقفون والعلماء, ويتناقشون فيها بمختلف أمور المنطقة. بل ووجد منصب خاص لمضّر القهوة في البلاط مسؤول عن تقديم القهوة على أصولها. ولليوم تحافظ هذه العادات الأنيقة التي قامت منذ آلاف سنواتٍ مضت على رونقها, ولا تزال حاضرة معانا في كل صباح.


  • أدوات تقديم القهوة العربية:

تتكون أدوات تحضير القهوة من أدوات بسيطة, وهي دلّة القهوة, والفناجين. دلّة القهوة أو الركوة, كانت تصنع قديماً من المعادن الباهظة كالذهب والفضة والنحاس, وتأتي بزخارف جميلة ومتنوعة, وكانت موضع للتباهي والتفاخر. أما الفناجيين, فقد تأتي مع الركوة كمجموعة واحدة بنفس التصميم, وقد تأتي مفردة, وهي عبارة عن اكواب صغيرة من تحمل برؤوس الأصابع, وتتميز برسومات ونقوشات جميلة وجذّابة. شكّلت صناعة أدوات تحضير وتقديم القهوة مهنة للعديد من الأشخاص وتعدّ جزءاً من القطع الفنية والأثرية التي ترمز لتاريخ وثقافة المنطقة.


  • آداب تقديم القهوة العربية:

لتقديم القهوة العريبة عادات يلتزم بها المضيف والضيف على حد سواء:

  1. تحمل الدلة باليد اليسرى مع توجيه الإبهام للأعلى وحمل الفنجان باليد اليمنى عند صبّ القهوة.
  2. تقدم القهوة لكبار السن أولاً أو للضيف الأهم, جرت العادة ألا يزيد مقدار القهوة عن ربع فنجان.
  3. يتناول الضيف فنجان القهوة بيده اليمنى, ويشرب فنجاناً واحداً أو ثلاثة على الأكثر.
  4. ليس من الضروري تقديم القهوة على الطاولة, فيمكن وضع أدوات التقديم بصينية أنيقة واحتساءها في غرفة المعيشة جالسين على الأرض.
  5. يٌضاف السّكر على القهوة من المُضيف بعد سؤال الضيوف ثمّ تُقلّب دون إصدار أي صوت وتوضع ملعقة التقليب على طبق الفنجان.


ختاماً، تُعدّ القهوة العربية رمزاً للكرم وحكاية الضيافة العربية الأصيلة، فهي أكثر من مجرد مشروب، بل هي ثقافة عريقة وعادات راسخة تُجسد قيم المشاركة والتواصل والاحترام. ففي كلّ فنجان قهوة تُقدّم، تُروى حكاية من حكايات الكرم والضيافة العربية، تُجسّد قيم أصيلة تُحافظ على تراثنا وتُخلّد موروثنا الثقافي للأجيال القادمة.